حتى وإن بدا الأنف طبيعي هناك نسبة اعوجاع في عظمة الأنف، قد تكون غير ملحوظة في بعض الأحيان، وقد تتسبب في مشكلات صحية تتعلق بقدرة الأنف على القيام بوظائفها، هنا لا يجب النظر لتجميل الأنف كرفاهية.
كيف يمكن تصحيح اعوجاج عظمة الانف وما الأعراض التي يتطلب ظهورها الخضوع للجراحة؟
تعرفوا معنا على إجابات هذه الأسئلة وأكثر في المقالة التالية.
اعوجاج عظمة الانف
يحدث اعوجاج عظمة الانف وهو ما يعرف طبيًّا باسم انحراف الحاجز الأنفي Deviated septum بشكل طبيعي، أو نتيجة للاصطدام والحوادث التي تتسبب في تغير موضع عظمة الأنف، والحاجز الأنفي هو الجدار الفاصل بين الأنف من الداخل والخارج منذ بداية الأنف إلى الفتحات.
عند اعوجاج عظمة الانف تصبح إحدى الفتحات من الداخل أضيق من الأخرى، مما يؤثر على قدرة الأنف على التنفس بسبب ضيق ممر الهواء، كما تحدث مشكلات صحية عديدة نتيجة لذلك، وعندما يكون انحراف العظمة شديدًا قد يسد فتحة الأنف ويصبح التنفس أكثر صعوبة، و يتبعه النزيف والقشور وجفاف الهواء داخل الأنف.
قد يتسبب أيضًا في التهاب بطانة الأنف أو انتفاخها، وتتطلب هذه الحالة العلاج بأدوية تخفف الالتهاب والتورم، أو توسيع فتحات الأنف بالموسِّع الأنفي لفتح ممرات الأنف وتسهيل التنفس، ولكن لتصحيح الانحراف في الحاجز الأنفي يجب إجراء جراحة تجميل الأنف.
أعراض اعوجاج عظمة الانف
قد لا نلاحظ أعراض اعوجاج عظمة الانف في الكثير من الأحيان، وقد لا نلاحظ الاعوجاج، ولكن يمكن ملاحظة الأعراض التالية في حالات أخرى:
- انسداد إحدى فتحات الأنف وصعوبة التنفس، ويكون أكثر وضوحًا، عند الإصابة بنزلة برد أو بالحساسية التي تصيب ممرات الأنف بالتورم.
- النزيف الناتج عن جفاف الهواء في ممر الأنف الضيق.
- ألم بالوجه في جانب واحد عندما يكون الانحراف شديد.
- ينتج صوت تنفس مزعج أثناء النوم لدى الأطفال والكبار خاصة عند التهاب بطانة الأنف.
- انسداد التنفس في الفتحة الأخرى من الأنف.
- تفضيل النوم على جانب دون الآخر لضبط التنفس أثناء النوم.
ويجب رؤية الطبيب في الحالات التالية:
- الفتحة التي تعاني من الانسداد لا تستجيب للعلاج.
- نزيف الأنف المتكرر.
- تكرار عدوى الجيوب الأنفية.
أسباب اعوجاج عظمة الانف
يمكن أن يحدث اعوجاج عظمة الانف للأسباب التالية:
- قد يحدث بشكل طبيعي أثناء نمو الجنين ويظهر عند الولادة.
- إصابة الأنف قد تؤدي إلى تحريك عظمة الأنف، والحوادث في الصغر أو في مرحلة البلوغ.
- انسداد الأنف المتكرر والتهاب الجيوب الأنفية يمكن أن يزيد انحراف الحاجز الانفي خاصة عند الشيخوخة.
الاستعداد لعملية تصحيح الحاجز الأنفي
قبل الخضوع لعملية تصحيح اعوجاج عظمة الأنف، يطلب الطبيب التوقف عن تناول الأدوية، التي تزيد من خطر الإصابة بالنزيف، مثل الأسبرين والمكملات العشبية والإيبوبروفين، والأدوية المضادة للالتهابات، لانها تعمل على تسييل الدم، كما يجب إخبار الطبيب إذا كنت تعاني من النزيف.
عدم تناول أي طعام أو شراب قبل منتصف الليل في ليلة الجراحة؛ لتجنب الشعور بالقئ والغثيان في حالة الخضوع للتخدير العام، وعدم وضع الماكياج وغسل الوجه جيدًا، وتجنب أي منتجات تحتوي على الكحول، وتنظيف الوجه جيدًا قبل الجراحة، وارتداء ملابس مريحة.
يتعرف الطبيب على التاريخ الطبي العائلي، وعوامل الخطر، وتاريخ إصابات الأنف، والخضوع لعمليات سابقة، كما يقوم بالتقاط صور الأنف لوضعها في السجل الطبي، كما يجب الترتيب المسبق مع أحد الأشخاص ليتولى القيادة إلى المنزل، لأن تحت تأثير التخدير العام يكون الشخص غير قادر على القيادة، ويحتاج للراحة التامة، وكذلك يعتني بالمريض في ليلة الجراحة.
كيفية إجراء عملية تصحيح الحاجز الأنفي
تستغرق العملية من نصف ساعة إلى 90 دقيقة، اعتمادًا على مدى تعقيد الحالة، ونسبة التصحيح، وتتم تحت التخدير الموضعي أو العام.
ويعتمد ذلك على تقدير الطبيب لحاجة المريض، وأثناء الإجراء يقوم الطبيب بعمل شق جراحي في جانب واحد من الأنف، حتى
يصل للعظمة من الداخل، ثم يرفع الغشاء المخاطي الموجود فوق الحاجز.
يقوم الطبيب بتصحيح اعوجاج عظمة الانف بنقلها للوضع الصحيح، ويزيل أي زوائد من العظام والغضاريف قد تؤثر على التنفس، ثم يعيد بطانة الأنف المخاطية، ويثبت الأنف من الداخل بغرز قابلة للذوبان التلقائي، وغرز أخرى سطحية يتم إزالتها فيما بعد، ثم يضع القطن داخل الأنف، وجبيرة الأنف لدعمه وتثبيته في مكانه حتى لا تتحرك، وقد يضع جبيرة في الخارج.
مخاطر عملية تصحيح الحاجز الأنفي
قد يحتاج بعض الأشخاص لجراحة أخرى في حالة عدم الرضا عن النتائج، ولا يترتب عن العملية سوى بعض الآثار الجانبية الطفيفة، وتشمل:
- النزيف
- التندب
- تغير شكل الأنف.
- انخفاض حاسة الشم.
- ثقب الحاجز الأنفي.
- تصبغ الأنف.
- النزيف الشديد والعدوى.
هذه الأثار الجانبية يسهل التحكم بها في فترة التعافي، عندما يلتزم المريض بتعليمات الطبيب، كما أن أخطاء الجراحة لا تنتج عن طبيب ذوخبرة ومهارة، لذا يجب التدقيق عند اختيار الطبيب، وكذلك السؤال عن الإجراءات الوقائية، والفهم الجيد للآثار الجانبية التي تعتبر علامة استجابة الجسم للشفاء، وليست نذير بالخطر، وكيفية التعامل مع المضاعفات، وتجنبه.
التعافي بعد عملية انحراف الحاجز الأنفي
يمكن العودة للمنزل في نفس اليوم بعد نجاح العملية ما لم تحدث أية مضاعفات عندما يوضع المريض تحت المراقبة، وبمجرد أن تزول أخطار التخدير، يمكن الشعور ببعض الألم، والتورم، ويوضع القطن داخل الأنف لامتصاص الدم والسوائل، ويجب تناول مسكنات الألم مهما كان الألم طفيفًا.
يجب أيضًا تجنب الأسبرين والأدوية المضادة للالتهابات وغيرها من الأدوية التي تعمل على تسييل الدم للحد من خطر النزيف، والحرص على تناول المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب تجنبًا لانتقال العدوى، وكذلك الاهتمام بتنظيف الأنف حسب تعليمات الطبيب، حتى تشفى بشكل جيد.
يجب منع كل أنواع الأنشطة البدنية الشاقة لعدة أسابيع قد تصل إلى ستة حتى لا يزداد التورم بفعل ارتفاع ضغط الدم والتسبب في نزيف الأنف، ويشمل ذلك كل أنواع الأنشطة البدنية من تمرينات الرياضية، كالركض ورفع الأثقال.
يمكن العودة إلى العمل خلال أسبوع أو عشرة أيام بشرط ألا يتطلب العمل نشاطًا بدنيًّا شاقًّا.
تزول الكدمات في خلال 7 إلى 10 أيام، وكذلك أغلب التورم، ولكن حتى يزول التورم بشكل كلي يستغرق ثلاثة أشهر، ويستمر الأنف في التشكل حتى عام كامل.
ويجب الحرص على الآتي أثناء فترة التعافي:
- ارتداء ملابس فضفاضة ذات زرائر حتى لا يتحرك الأنف في حالة سحب الملابس ذات الفتحات الضيقة.
- عدم حك الأنف.
- تجنب الاصطدام قدر الإمكان خاصة بعد إزالة الجبائر.
- تنظيف الأسنان بلطف بحركة لطيفة ويفضل بالإصبع بدلًا من الفرشاة.
- عدم التعرض للشمس وأي مصادر للحرارة كحمامات البخار والساونا؛ حتى لا يزداد التورم.
- تنظيف الأنف وإزالة ما يتكون من قشور.
- فتح الفم أثناء العطس حتى لا يتعرض لأنف لقوة اندفاع الهواء وتتحرك العظمة.
- وضع الوسائد تحت الرأس أثناء النوم والحرص على إمالة الرأس.
نتائج العملية
سوف يلتئم جرح الأنف بسرعة، وفي أغلب الحالات يتحسن التنفس بعد وقت قصير من العملية، ويمكن أن تستغرق عملية التعافي الشاملة وقتًا طويلًا حتى تستقر العظام والغضاريف، وقد تصل الفترة إلى عام، ويمكن أن تتحرك العظام والغضاريف مع الوقت مما يعني إمكانية الحاجة لجراحة أخرى.
هل يمكن علاج اعوجاج عظمة الانف بالليزر؟
بالرغم من قلة وجود دراسات حول علاج اعوجاج عظمة الانف بالليزر، إلا أن العلاج غير الجراحي بالليزر أثبت فعاليته في الكثير من الحالات، وبالرغم من أن الليزر لا يتمكن من إعادة بناء شكل الأنف بدرجة كبيرة، إلا أن طاقة الليزر تسمح بإحداث بعض التغيرات في الأنف وإصلاح بعض التشوهات.
عن طريق طاقة الليزر يتم تسخين العظام والغضاريف التي تحتاج لإصلاح داخل الأنف، فتصبح لينة بدرجة كافية تسمح بإعادة ضغطها وتشكيلها، دون استخدام مشرط جراحي، يتم علاج الثقب في الحاجز الأنفي الذي يعيق تدفق الهواء ويجعله جافًا متسببًا في الالتهابات، كما يعمل الليزر على تسطيح التشوهات وإزالة أسطح الغضاريف لتوسيع ممرات الهواء.
أغلب من خضعوا للإجراء تحسن لديهم التنفس وأصبح الأنف مستقرًا بعد 3 أو أربعة أسابيع، ويوفر الإجراء إمكانية العودة للعمل في وقت قصير، ونظرًا لأن العلاج بالليزر لا يتطلب عمل شقوق في الأنف لا يمكن أن يحدث نزيف ولا يتطلب العلاج غرز لإغلاق الجروح.
هل يمكن علاج اعوجاج عظمة الانف بالفيلر؟
العلاج بالفيلر هو بديل غير جراحي لمن لا يرغبون في الخضوع لعملية جراحية.
وظيفة الفيلر هو تصحيح بعض التشوهات التي تتسبب في ضيق التنفس، ما يفعله الطبيب هو حقن الأنف في مكان التشوه بإحدى مواد الفيلر مثل Restylane، أو Radiesse، أو البوتوكس، فيعمل على تخفيف المشكلة التي تتسبب في ضيق ممر الأنف.
العلاج بالفيلر لا يتجاوز 15 دقيقة، كما أن حشوات الفيلر تدوم لفترة محددة، ويجب الخضوع لجلسات حتى تستمر، ولكنه لا يتطلب وقت للتعافي، ولا تنتج عنه سوى بعض الآثار الجانبية الطفيفة، ولا يتسبب في كِبَر حجم الأنف، ويمكن تخفيف آثار اعوجاج عظمة الأنف بالفيلر، ولكنه لا يناسب التشوهات والانحرافات الحادة في الحاجز الأنفي.
وفي نهاية المقالة عزيزي القارئ، وبعد أن تعرفنا على كيفية تصحيح اعوجاج عظمة الانف ببدائل مختلفة جراحية وغير جراحية، نتمنى أن نكون قدمنا إجابات كافية لكل تساؤلاتكم. إن رغبتم في طرح المزيد من الأسئلة، لا تترددوا في التواصل مع مركز د.وائل غانم.