الإحليل السفلي هو تشوهٌ طبيعي خلقي، يُصاب به بعضُ الأطفال من الذكور، بنسبة تقدرها الإحصاءات بحوالي 1% من المواليد الذكور في العالم، وهو عبارة عن تغير مكان فتحة مخرج البول عن مكانها الطبيعي الذي هو طرف القضيب، ووقوعها أسفل المنطقة الطبيعية بدرجات متفاوتة.
أسباب الإحليل السفلي وعوامل الخطر:
أسباب الإحلیل السفلي في معظم الأطفال غير معروفة. في معظم الحالات، يُعتقد أن الإحلیل السفلي ناتج عن مجموعة من الجينات وعوامل أخرى، مثل المؤثرات التي تتلامس معها الأم في بيئتها، أو ما تأكله الأم أو تشربه، أو بعض الأدوية التي تتناولها أثناء الحمل.
من العوامل الهامة التي تؤثر على خطر إنجاب طفل مصاب بإحليل سفلي:
• العمر والوزن: الأم التي تبلغ 35 عامًا أو أكثر وتعاني من السمنة المفرطة هي الأكثر عرضة لخطر إنجاب طفل مصاب بإحليل سفلي.
• علاجات الخصوبة: الأم التي تستخدم الوسائل المُساعدة على الإنجاب هي الأكثر عرضة لخطر إنجاب طفل مصاب بإحليل سفلي.
• هرمونات معينة: السيدة التي تتناول هرمونات معينة قبل أو أثناء الحمل مباشرةً أكثر عرضة لخطر إنجاب طفل مصاب بإحليل سفلي.
هل من الضروري إصلاح الإحليل السفلي؟
يسأل العديد من الآباء عما إذا كانت الجراحة ضرورية للأشكال المختلفة من الإحليل السفلي. من الصعب التنبؤ بالمشاكل التي سوف يواجهها الطفل لاحقًا في الحياة. لكن هناك أسباب عديدة للتوصية بالتصحيح مهما كانت خطورة الحالة، حيث يمكن أن يكون لدى الأولاد المصابين بالإحليل السفلي بعض المشاكل الأخرى، ومن أبرزها:
- يُصاحِبُ ذلك التشوه الخلقي، تشوهٌ خلقي آخر، وهو اعوجاجٌ القضيب أو انحنائه وهو ما يُسمى Chordee. ما يصل إلى 15 من كل 100 فتى مصابين بالإحليل السفلي سيكون لديهم قضيب منحني لأسفل. في حالات الانحناء الشديد، عندما يكون الولد بالغًا، يمكن أن يتداخل هذا الانحناء مع الحصول على انتصاب فعال.
- تؤثر هذه التشوهات على مجرى البول وقد يعاني الأطفال المصابون بالإحليل السفلي من مشاكل في رش البول بشكل غير طبيعي، سواء على الجانبين أو إلى الأسفل، وقد يضطرون إلى الجلوس للتبول. كما يمكن أن يسبب الإفراغ عدم الراحة وتهيج الأنسجة المجاورة.
- حوالي 8 من كل 100 من الأولاد المصابين بالإحليل السفلي لديهم أيضًا خصية لم تسقط بشكل كامل في كيس الصفن.
- إذا لم يتم علاج الإحليل السفلي، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل في وقت لاحق من الحياة، مثل صعوبة أداء الجماع أو صعوبة التبول أثناء الوقوف.
- تشير الدراسات التي أجريت على الأولاد المصابين بالإحليل السفلي شعورهم بعدم الثقة بالنفس. لذا يُفضل الأطباء إصلاح جميع أشكال الإحليل السفلي، حيث تتفوق فوائد التصحيح كثيرًا عن مخاطر الجراحة.
أنواع الإحليل السفلي:
1. الدرجة الخفيفة، وذلك بأن تكون فتحة البول أسفل مكانها الطبيعي بمسافة صغيرة جدا حيث ما زالت متواجدة إلى جانب رأس القضيب.
2. الدرجة المتوسطة، بأن تكون الفتحة في مكان أبعد من الدرجة السابقة، حيث تتواجد على طول القضيب.
3. الدرجة الكبيرة، بأن تبتعد الفتحة تمامًا عن مكانها الطبيعي، حتى يمكن أن تنحرف إلى منطقة قريبة من كيس الصفن.
وفي كل تلك الحالات ينبغي الانتباه إلى وجود الانحراف القضيبي الذي أشرنا إليه سابقًا.
تشخيص الإحليل السفلي:
غالبًا ما يُلاحظ الإحلیل التحتي عند الولادة، ويتم تشخيص الإحليل السفلي أثناء الفحص البدني بعد ولادة الطفل.
علاج الإحليل السفلي:
• يعتمد علاج الإحليل السفلي على نوع العيب الذي يعاني منه الصبي. سوف تحتاج معظم حالات الإحليل السفلي إلى جراحة لتصحيح الخلل.
• إذا كانت الجراحة مطلوبة، فعادة ما يتم إجراؤها عندما يكون عمر الصبي بين 3-18 شهرًا.
• الهدف من أي نوع من جراحة الإحليل السفلي هو صنع قضيب طبيعي مستقيم بقناة بولية تنتهي عند الطرف أو بالقرب منه.
• تشمل الجراحة جانبين من أجل العلاج، أوله تعديل انحراف وانحناء القضيب، وثانيه تعديل مكان فتحة خروج البول من خلال وضع فتحة مجرى البول في المكان الصحيح.
• لا ينبغي ختان الطفل الرضيع المصاب بالإحليل السفلي نظرًا لأن الطبيب قد يحتاج إلى إصلاح الجلد حول فتحة مجرى البول.
• بعد إجراء الجراحة يضع الأستاذ الدكتور وائل غانم استشاري جراحة التجميل وإصلاح العيوب الخلقية قنطرة بشكل مؤقت، وهي عبارة عن أنبوب صغير؛ وذلك لضمان حماية الفتحة الجديدة.
• عند الانتهاء من الجراحة، يُغادرُ معظمُ الأطفالِ المستشفى بعد يوم واحد من إجرائها، أو في نفس اليوم، كما ينصح الطبيب.
• غالبًا ما يتم إجراء إصلاح الإحلیل التحتي في غضون 90 دقيقة إلى 3 ساعات في نفس اليوم. في بعض الحالات يتم الإصلاح على مراحل. غالبًا ما يريد الطبيب تقويم القضيب قبل عمل القناة البولية.
• ربما تنتُجُ بعضُ الآلام من جراء الجراحة، إلا أنها تزول عن طريق تناول المسكنات التي ينصح بها الأستاذ الدكتور وائل غانم.
بعد علاج الإحليل السفلي:
يبدو أن الأولاد الأصغر سنًا يشعرون بانزعاج أقل بعد جراحة الإصلاح. عندما يتم إجراء الجراحة في عمر 6 إلى 12 شهرًا، فإن الطفل لا يتذكرها حتى. يتعامل الأولاد الأكبر سنًا مع هذه الجراحة جيدًا، خاصةً مع تناول الأدوية التي يجب تناولها في تلك المرحلة. حيث تحتاج بعض الحالات إلى أدوية علاج تقلصات المثانة.
هل يتطلب الطفل رعاية خاصة بعد الجراحة؟
لا تتطلب جروح عملية إصلاح الإحليل السفلي إلى رعاية خاصة للشفاء. سوف يرشدك الأستاذ الدكتور وائل غانم استشاري جراحة التجميل وإصلاح العيوب الخلقية إلى كيفية العناية بالجرح وشروط الاستحمام.
قد يترك الطبيب أنبوبًا صغيرًا "قسطرة" في القضيب لبضعة أيام بعد الجراحة لمنع البول من ملامسة الإصلاح الجديد. تصب القسطرة في الحفاض. يمكن تغيير الحفاضات كالمعتاد. إذا كان الطفل أكبر سنًا، فقد يتم توصيل القسطرة بكيس. سيعلمك الطاقم الطبي الخاص بالأستاذ الدكتور وائل غانم كيفية تفريغ الكيس. غالبًا ما يتم الاحتفاظ بالقسطرة في مكانها لمدة 5 أيام إلى أسبوعين، ويتم إعطاء المضادات الحيوية أثناء وجود القسطرة في مكانها.
كم تبلغ فترة التعافي بعد إصلاح الإحليل السفلي؟
يبدأ التئام الجروح من إصلاح الإحليل السفلي في الحال، ولكن قد يستغرق الأمر عدة أشهر حتى يتعافى تمامًا. قد يكون هناك تورم وكدمات في وقت مبكر. هذا يتحسن على مدى بضعة أسابيع. لن يتم الإقدام على إجراء جراحة أخرى لمدة 6 أشهر على الأقل للسماح للأنسجة بالشفاء. العديد من العيوب الطفيفة ستحل أيضًا خلال هذا الوقت.
ملاحظات على الإحليل السفلي:
• لا يُشترط أن يكون الإحليلُ السفلي تشوهًا وراثيًا، وإن كان يُلاحظ في بعض الحالاتِ وجود أفراد من الأسرة عانَوا من تلك المشكلة، بل إنه احتمالٌ لا يتجاوز نسبة العشرين بالمائة.
• من أبرز النتائج لعلاج الإحليل السفلي، سلامة العملية الجنسية ومن ثَم الإنجاب في مستقبل الطفل، وكذلك عدم حدوث التهاب في المجاري البولية الناتج عن الطريقة الخاطئة للتبول.
• يُنصح الطفل بتناول الكثير من السوائل بعد الجراحة.
• يُتابع الطفل مع الأستاذ الدكتور وائل غانم استشاري جراحة التجميل وإصلاح العيوب الخلقية أكثرَ من مرة بعد تمام الجراحة بحسب نصيحة الطبيب.
• إن الإصلاح الناجح نتائجه تدوم مدى الحياة إلى جانب التكيف مع نمو القضيب عند سن البلوغ.
يشجع الأستاذ الدكتور وائل غانم استشاري جراحة التجميل وإصلاح العيوب الخلقية على التدخل المبكر لعلاج الإحليل السفلي، مهما كانت درجته صعبة أو معقدة لأن العملية بسيطة وآمنة جدًا وتضمن رجوع الشكل والوظيفة لعضو الطفل.