الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق من أشهر تشوهات الوجه التي يُعانِي منها الأطفال؛ ولذلك فإنهم الأجدر بالاهتمام والعناية والدعم من قِبَل الأهل والمحيطين؛ وذلك لمساعدتهم على التغلب على هذه الإصابة التي تؤثر على الجانب النفسي للمصاب بها بشكل كبير، كما أنها تعتبر تشوهٌ يُصيب الطفل في شفته العليا، أو قد يُصاب بها في سقف الحلق، أو في الشفة والسقف معًا.
أسباب الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق:
1. عوامل وراثية، تتعلق بأحد أفراد الأسرة.
2. أسباب بيئية، قد تؤثر على شكل الجنين أثناء فترة الحمل.
3. تناول الأم أدوية غير مسموح بها أثناء فترة الحمل، مثل أدوية الصداع النصفي أو الصرع أو العلاج الكيماوي، أو بعض أدوية السرطان.
4. عامل التدخين من قِبل الأب أو الأم.
5. تناول الكحوليات.
6. نقص حمض الفوليك أثناء فترة الحمل.
موعد حدوث الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق للجنين:
قد تحدث الشفة الارنبية مع بداية فترة الحمل، أي مع تكون الجنين في رحم أمه، وتحديدًا في أول ثُلث من فترة الحمل، وعند تكون شفتي الجنين. مع وجود الأسباب المذكورة تتكون تلك الشفة المصابة.
أنواع الشفة الأرنبية:
1. الشفة الأرنبية أحادية الجانب:
وهي عبارة عن وجود شق في الشفة العليا، ويكون هذا الشق إما ممتدًا حتى يصل إلى الأنف، أو لا يمتد إليها.
2. الشفة الأرنبية ثنائية الجانب:
وهي عبارة عن وجود شقين في جانبي الشفة، إما أن يكونا ممتدان إلى الأنف أو غير ممتدان إليها.
الأكثرُ عُرضةً للإصابة بالشفة الأرنبية:
بعضُ الإحصاءات التي أجريت على الكثير من الحالات أثبتت أن هناك حالة واحدة من بين سبعمائة حالة تولد بهذه الإصابة الخَلْقية في كل عام. كما أثبتت تلك الإحصاءات أن هذه الإصابة تأتي في المرتبة الرابعة من بين التشوهات الأكثر انتشارًا بين المواليد. كما أن حالات الذكور تصل إلى ضعف الإناث بالنسبة للإصابة بتشوه الشفة، بينما تصل نسبة التعرض للإصابة بتشوه سقف الحلق في حالات الإناث إلى أكثر من حالات الذكور.
كيفية تشخيص الشفة الأرنبية:
بعد الولادة، يمكن فحص الطفل عيانًا، ولا يحتاج إلى غير ذلك من الفحوصات، أما قبل الولادة فيمكن تشخيص تلك الإصابة عن طريق السونار رباعي الأبعاد لتحديدها، وذلك في الأسبوع الثالث عشر من الحمل وتصبح أكثر وضوحًا كلما تقدم الحمل.
المضاعفات المترتبة على الشفة الأرنبية:
1. صعوبة في تناول الطعام، ومن ثم يواجه الطفلُ نقصًا في التغذية والرضاعة سواء الرضاعة الطبيعية أو الصناعية.
2. التهاب الأذن والإصابة بالعدوى المزمنة وربما تصل الحالة إلى فقدان السمع نتيجة تراكم السوائل داخل الأذن.
3. مشكلات يواجهها في التخاطب وعدم استطاعته النطق بشكل صحيح بسبب تغير مخارج الألفاظ، حيث يقوم الحلق بوظيفة هامة في نطق الحروف بطريقة سليمة.
4. تسوس الأسنان ومشكلات في الفك في حالة مرور الشق عبر اللثة العلوية.
5. تأثر التنفس.
علاج الشفة الأرنبية:
لا بد من أن يلجأ أهل المصاب؛ لأن المصاب في الغالب يكون طفلاً، إلى العمليات الجراحية التجميلية، وعلى إثر ذلك قد يخضع الطفل إلى عملية واحدة أو أكثر على حسْب حجم حالته.
الفريق الطبي المعالج:
من اللازم من أجل ضمان النتائج أن يتكون الفريق الطبي المعالج لهذه الحالة من أكثر من طبيب حيث يمثل كل منهم مجالًا مختلفًا من أقسام الطب؛ وذلك بسبب طبيعة الحالة وكذلك لتداخل الأضرار العائدة على المريض، وهو ما حرص الأستاذ الدكتور وائل غانم استشاري جراحة التجميل وإصلاح العيوب الخلقية على توفيره لتقديم خدمة متكاملة إلى الأطفال المصابين بالشفة الأرنبية. من بين تلك الأقسام التي تتداخل فيها تلك الجراحة ما يلي:
• جراح تجميل.
• طبيب أنف وأذن وحنجرة.
• طبيب الأسنان.
• طبيب التخاطب.
• طبيب الفم والفكين.
• طبيب أطفال.
أنواع ومراحل التدخل الجراحي:
تختلف الإجراءات الجراحية المطلوبة لكل مريض يعاني من الشفة تبعًا لنوع وشدة التشوه. سيتم تحديد التوقيت والعلاج بناءً على الاحتياجات الطبية الشاملة لكل مريض، ولكن العلاج يشمل عادةً مجموعة من الإجراءات الموضحة هنا:
1 - جراحة علاج الشفة الأرنبية:
يخضع الطفل إلى علاج الشفة الأرنبية في الفترة ما بين الشهر الأول إلى الشهر الثالث. تكون تلك العملية هي الأولى التي يجب أن يُجريها من أجل استعادة شفته وضعها الطبيعي، سواء كانت إصابته أحادية أو ثنائية كما أوضحنا. يتم الحفاظ على الاتصال الطبيعي للشفاه وسُمكها الطبيعي للحصول على مظهر جمالي طبيعي فيما بعد، وذلك بإغلاق الجلد بطبقاته وتوصيل العضلات.
إذا كانت إصابة الطفل من النوع الأول – أي أحادية الشفة – فإن الهدف منها حينئذ ينصب على تعديل شكل اللثة. أما في الحالة الأخرى، إن الهدف ينصب على تعديل الفكين وضمان النمو الطبيعي لهما، وعلى ذلك يأتي دور طبيب الأسنان، من أجل متابعة نمو الأسنان بشكل طبيعي وتقييم ضرورة التدخل.
2- جراحة علاج سقف الحلق:
هذه العملية هي الثانية التي يُجريها الطفلُ ذو الإصابة الثانية عندما يبلغ من العمر ستةَ شهور. إن تلك العملية تهدف إلى المساعدة على تقليل تجمع السوائل في أذنه الوسطى، فتمنح فرصة للنمو الطبيعي الصحي للأسنان والوجه عامةً.
3- المتابعة مع طبيب الأنف والأذن:
هذا للتأكد من عدم وجود انسداد في قناة الأذن؛ مما قد يؤثر على السمع أو اللجوء إلى تركيب أنابيب لصرف تلك السوائل في حال تواجدها.
4- المتابعة مع طبيب التخاطب:
في حالة وجود مشكلة في سقف الحلق، تبدأ جلسات التخاطب. كما يمكن إجراء بعض الفحوصات كالمنظار والأشعة لتقييم حركة سقف الحلق، وقد يحتاج بعض الأطفال إلى تضييق أو إطالة العضلات الموجودة في الجزء الرخو من الحلق.
5- تقويم الأسنان:
عند إتمام الخمس سنوات، يحتاج الأطفال بعد إجراء تلك الجراحات إلى طبيب من أجل تقويم الأسنان، زراعة العظام أو زراعة الأسنان، حتى يضمن نمو الأسنان واكتمالها بشكل طبيعي سليم. ربما تحتاج بعض الحالات إلى التدخل الجراحي، إن كانت الحاجة تتطلب ذلك. أو كسر الفك لتعديله عند إتمام الخمس سنوات.
6- تقييم الأنف:
قد يحتاج الطفل إلى تدخل تجميلي في الأنف وقد يتم على مرحلة واحدة في سن ست أو سبع سنوات وقد يحتاج إلى مرحلة ثانية عند سن السادسة عشر.
هل يوجد طرق للوقاية من الإصابة بالشفة الأرنبية؟
في حال تواجد طفل مصاب بالشفة الأرنبية في أحد الأسر، يصاب الآباء بالقلق من فكرة إنجاب طفل آخر، خوفًا من إصابة مولودهم الجديد، وهو أمر يصعب منعه تمامًا، لكن يوجد بعض الإجراءات التي يمكن إتباعها لتقليل احتمالية الإصابة، مثل الخطوات التالية:
• التزام الأم بتناول الفيتامينات الضرورية أثناء فترة الحمل.
• تجنب التدخين بنوعيه الإيجابي والسلبي وأيضًا الابتعاد عن الكحوليات.
• خضوع الأب والأم لفحص الجينات لمعرفة احتمالية ظهور الإصابة في الأبناء.
كيف تتم الرضاعة بعد عملية الشفة الأرنبية؟
بعد عملية الشفة الأرنبية، ينصح الأستاذ الدكتور وائل غانم بالرضاعة من القطارة أو السرنجة من جانب الفم لمدة أسبوعين مع الإلتزام بتعليمات الغيار اليومية.
يمكنك الاستمتاع بفرحة الأبوة والأمومة مع الأستاذ الدكتور وائل غانم استشاري جراحة التجميل وإصلاح العيوب الخلقية.