يخلط الكثيرون بين التثدي الحقيقي ودهون الصدر، وبالرغم من أن التثدي لا يعتبر مشكلة صحية، إلا أن الكثير من الرجال لا يشعرون بالراحة تجاه التثدي. فالتثدي يفقدهم ثقتهم في مظهرهم ويرغبون في العلاج، ولكن يجب أن نعرف الفرق بين التثدي والدهون وغيرهم من الحالات التي تتسبب في تغير مظهر الثدي للتعرف على العلاج المطلوب.

يتمثل الفرق بين التثدي والدهون في الآتي:

يحدث التثدي عند الرجال عندما تتقلب الهرمونات في الجسم لأسباب صحية، أو لتناول بعض أنواع الأدوية، أو نتيجة لعوامل طبيعية، وينتج عن ذلك بروز نسيج الثدي وتضخمه في مناطق مختلفة من الثدي، إما خلف الحلمة مباشرة، وقد يمتد إلى ما بعد هالة الثدي، وفي بعض الحلات يكون مصحوبًا بالدهون والجلد الزائد إلى درجة الشكل الأنثوي.

في الكثير من الحالات يتراجع التثدي من تلقاء نفسه في حدود عامين بعد بداية البلوغ وبدون علاج، ويمكن البدء في علاجه بالأدوية أولًا، أما من يرغبون في التخلص الفوري من التثدي بدون انتظار تأثير العلاج تكون الجراحة ضرورية للتخلص من أنسجة الثدي المتراكمة.

يرجع الفرق بين التثدي الكاذب والدهون إلى اختلاف نوع الأنسجة المتراكمة، فبينما ينتج التثدي الحقيقي عن تضخم غدة الثدي، يرجع التثدي الدهني أو الكاذب إلى تراكم الأنسجة الدهنية في الصدر وتظهر وراء الحلمات أو تحتها، ومع مرور الوقت قد يؤدي ثقل الثدي إلى الترهل وارتخاء الجلد.

وبالرغم من أن التمرينات الرياضية عالية الكثافة واتباع حمية غذائية للتخلص من الدهون قد تنجح في علاج دهون الصدر، إلا أنه في بعض الحالات قد تكون السمنة الموضعية من الدهون العنيدة التي يصعب التخلص منها بالرياضة، وتصبح إجراءات وعمليات شفط الدهون هي الحل الأمثل. 

تتعدد أسباب التثدي الحقيقي والتي تختلف عن التثدي الدهني ومنه ما يلي:

يمكن إرجاع التثدي الدهني لعدة أسباب بسيطة، ومنها:

• نمط الحياة غير النشط.

• ميل الجسم من الناحية الوراثية لتخزين الدهون في الثدي.

• السمنة وزيادة الوزن.

ويحدث التثدي الدهني عندما تزداد السمنة في الجسم، إلى جانب انخفاض مستوى التمثيل الغذائي، وعند ارتفاع السمنة لدى الرجال يزداد هرمون الإستروجين في الجسم، وبالتالي يحفز ذلك الجسم إلى الاحتفاظ بالدهون في الصدر، وعندما ترتفع دهون الصدر يتم إنتاج هرمونات تحول التستوستيرون إلى إستروجين، مما يزيد من الملامح الأنثوية في الجسم.

يمكن إرجاع التثدي الحقيقي إلى العديد من العوامل وتشمل ما يلي:

وتشمل ما يلي:

• قصور الغدد التناسلية.

• متلازمة كلاينفلتر.

• فرط نشاط الغدة الدرقية.

• الشيخوخة.

• الفشل الكلوي المزمن.

• أمراض الكبد من الفشل الكبدي والالتهابات الكبدية.

• أورام الخصيتين، والغدة الكظرية والنخامية.

• سوء التغذية قد يؤي لخلل هرمون التستوستيرون.

قد يؤدي استخدام بعض المنتجات التي تحتوي على المستخلصات العشبية الآتية على التثدي:

• شجرة الشاي.

• اللافندر

• منتجات الصويا.

وتشمل ما يلي:

• أدوية القلب.

• الأدوية المضادة للقلق.

• مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.

• المنشطات.

• أدوية حرقة المعدة.

• حاصرات قنوات الكالسيوم.

• بعض المضادات الحيوية.

• العلاج الكيميائي للسرطان.

تتنوع هذه العقاقير التي قد تشمل:

• الكحوليات

• الأمفيتامينات.

• الحشيش.

• الهيروين.

• الميثادون.

تتقلب الهرمونات في مراحل عمرية مختلفة، ومنها:

• لدى الأطفال حديثي الولادة.

• لدى كبار السن منذ سن الخمسينات وحتى الخامسة والسبعين.

• لدى المراهقين وفي مرحلة البلوغ منذ سن 12 وتختفي خلال ستة أشهر إلى عامين.

يتمثل الفرق بين التثدي والدهون من حيث الأعراض فيما يلي:

في حالة التثدي الحقيقي تكون الأعراض كما يلي:

• تضخم نسيج كل من الثديين أو أحدهما فقط.

• قد يكون مصحوبًا بالتحسس وخروج إفرازات.

• قد يكون الثديان غير متماثلين، وأحدهما أكبر من الآخر.

• تتكون كتلة مطاطية خلف الحلمة أو بإحدى جانبي نسيج الثدي.

• يمكن الشعور بالألم عند الضغط على الحلمة في بعض الحالات.

• عند الضغط على حلمة الثدي يمكن الشعور بكتلة تتحرك عند قرصها.

• يتم تشخيص أعراض التثدي الحقيقي، عن طريق إجراء تحليلات الدم لقياس الهرمونات، أو تصوير الثدي بالأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية.

أما في حالة التثدي الدني تكون الأعراض كالتالي:

• تضخم الثدي وانتفاخه بدون وجود كتلة صلبة.

• عند الضغط على حلمة الثدي لا يمكن الشعور بالألم.

• لا تخرج أية إفرازات.

• ملمس الثدي دهني ولين وغير متصلب.

• عند تشخيص التثدي الدهني لا يحتاج لفحوصات، ولكن لاستبعاد أية أمراض أو حالات صحية.

يمكن علاج التثدي الحقيقي بالطرق التالية:

يبدأ علاج التثدي بالأدوية أولًا، وتعمل الأدوية على ضبط مستويات الهرمونات في الجسم، وتزيد من مستويات هرمون التستوستيرون، ومنها مستبدلات التستوستيرون، أو مثبطات الإستروجين الانتقائية، ومنها عقار دانازول وتامكسوفين، ويمكن الاستمرار في العلاج حتى يأتي بنتيجة، ولكن بعد مرور 12 شهرًا على التثدي يتليف نسيج الصدر وتكون الجراحة هي الحل الأمثل.

في جراحة تصغير الثدي للرجال يمكن الجمع بين شفط الدهون وإزالة الأنسجة أو إزالة أنسجة الثدي المتضخمة فقط، وفي الحالتين تتم العملية تحت التخدير الموضعي عن طريق عمل شق جراحي أسفل الثدي أو تحت الإبط، أو في الهالة نفسها، ويتم شفط الدهون وإزالة نسيج الثدي المتضخم.

هذه العملية تتم تحت التخدير الموضعي، ويتم في بعض حالات التتثدي حتى الدرجة الثالثة، عن طريق شق جراحي محدود للغاية. في هالة الثدي نفسها يتم إدخال أداة شفط الدهون التي ترسل موجات فوق صوتية اهتزازية وحرارة معتدلة، تعمل الموجات على إذابة الدهون، وتفتييت النسيج المتضخم، وفي بعض الحالات تنجح العملية في التخلص من النسيج بالكامل، وفي حالة كبره يتم إزالته بالجراحة.

تتميز تقنية الفيزر بالقدرة على االتخلص من الدهون النسيج المتضخم بأقل قدر من التدخل الجراحي، بالإضافة إلى شد الجلد وتحت الصدر والوصول لمختلف طبقات الدهون في الثدي، كما ينتج عنها قدر أقل من الآثار الجانبية، وبالتالي تقل فترة ظهور المنتائج وفترة التعافي.

بعد انتهاء الجراحة تأتي الخطوة الثانية التي تكمل نتائج نحت الصدر، وهي ارتداء مشد الثدي في فترة التعافي، لنحت الصدر وضغط الجلد والمساعدة في تقلصه مرة أخرى لحجمه وموضعه الطبيعيين.

يمكن علاج التثدي الدهني بممارسة تمرينات الصدر عالية الكثافة وحمل الأوزان، مثل تمرين الضغط، وتمرينات البنش والتفتيح، وممارسة الألعاب الهوائية كالمشي السريع والركض والعدو، لحرق الدهون وفي حالة وجود سمنة موضعية من الدهون العنيدة، يكون الحل الوحيد هو عملية شفط الدهون، والتقنية الأمثل والأكثر شيوعًا وتطورًا في هذه الحالة هي تقنية الفيزر لشفط الدهون.

وفي النهاية عزيزي القارئ بعد أن تعرفنا على الفرق بين التثدي والدهون من حيث الأعراض والتشخيص والأسباب وطرق العلاج المناسبة، نتمنى أن نكون قدمنا إجابات كافية لكافة أسئلتكم واستفساراتكم، وإن رغبتم في طرح المزيد من الأسئلة، أو الحصول على استفسارات أكثر، لا تترددوا في التواصل مع مركز د.وائل غانم.