تعد مشكلة انسداد المريء أحد الاضطرابات النادرة التي تتطلب عناية طبية فورية. تتسبب هذه المشكلة في حالة من الهلع وخوف شديد للآباء؛ مما يدفعهم للبحث عن انسداد المريء عند الاطفال وطرق علاجه. يقدم الدكتور وائل غانم، استشاري جراحات التجميل وإصلاح العيوب الخلقية، أحدث طرق علاج انسداد المريء التي تحقق نسب شفاء عالية.

● يعد انسداد المريء أو رتق المريء أحد العيوب الخلقية التي تؤثر على طريقة نمو المريء لدى الطفل. عادةً يربط المريء بين الفم والمعدة، في حالة الإصابة بانسداد المريء، يتكون المريء في جزأين منفصلين، العلوي والسفلي، ولا يتصلان ببعضهما البعض؛ مما يجعل من الصعب على الطفل البلع على نحو طبيعي. نتيجة لذلك، لا يمكن للطعام الانتقال من الفم إلى المعدة. لا يستطيع الأطفال المصابون بانسداد المريء ابتلاع حليب الأم أو الحليب المعبأ في زجاجات أو حتى لعابهم؛ مما يمنع الطعام من الوصول إلى معدتهم ليتم هضمه.

● في معظم الأطفال الذي يعانون من انسداد المري، يتصل الطرف العلوي من أسفل المريء بشكل غير طبيعي بالقصبة الهوائية بدلًا من المعدة، وهو اتصال يسمى الناسور الرغامي المريئي (TEF). تؤدي هذه الحالة إلى استنشاق أو اختناق الطفل بما يبتلعه. كما يعاني هؤلاء الأطفال المصابين من مشكلات في القلب واضطرابات الجهاز الهضمي.

يتم تقسيم انسداد المريء بناءً على مكان انسداده واتصاله بالقصبة الهوائية في حالة الإصابة بالناسور الرغامي المريئي، كالآتي:

● النوع الأول: لا يتضمن هذا النوع الإصابة بالناسور الرغامي المريئي، وهو نوع غير شائع من الإصابة. يكون المريء منغلقًا من الأسفل، وينتهي على مسافة ما فوق المعدة على شكل كيس مغلق.

● النوع الثاني: يكون المريء منغلق من الأسفل، ويتصل الجزء العلوي من المريء والقصبة الهوائية من خلال الناسور الرغامي.

● النوع الثالث: يعد أكثر الأنواع شيوعًا، حيث يكون المريء في قطعتين منفصلتين. ينتهي الجزء العلوي من المريء الذي يتصل بالفم في كيس مغلق، بينما يتصل الجزء السفلي بالمعدة في الأسفل والقصبة الهوائية في الأعلى.

● النوع الرابع: يعد من أندر وأشد أنواع انسداد المريء. يكون المريء في جزأين غير متصلين، وكلا الجزأين يحتويان على ناسور رغامي مريئي منفصل.

تتضمن أعراض انسداد المريء ما يلي: 

● السعال أو الاختناق عند البلع أو محاولة تناول الطعام.

● لون الجلد الأزرق، ويدل على نقص الأكسجين.

● مخاط رغوي في فم الطفل.

● اللعاب الزائد أو سيلان اللعاب والبصق.

● التقيؤ عند محاولة الرضاعة.

● صعوبة التنفس. 

يعد انسداد المريء أحد العيوب الخلقية؛ مما يعني أنه يحدث أثناء تطور نمو الجنين قبل الولادة. أثناء نمو الجنين الطبيعي، يبدأ المريء والقصبة الهوائية كأنبوب واحد، ثم ينفصلان فيما بعد. في حالة انسداد المريء، لا يكتمل نمو المريء ولا يحدث انفصاله على نحو سليم. وعلى الرغم من أن العلماء لم يتمكنوا من تحديد سبب حدوث هذه المشكلة أثناء نمو الجنين، إلا أنه قد توجد بعض عوامل الخطر المحفزة لحدوث انسداد المريء، مثل:

● العمر المتقدم للأم (أكثر من 35 عامًا) أو الأب (أكثر من 40 عامًا).

● التقنيات المساعدة على الإنجاب، مثل الحقن المجهري.

● الولادات المتعددة.

●  قد يحدث انسداد المريء بالتزامن مع بعض التشوهات الخلقية الأخرى أو المتلازمات الوراثية، مثل: التثلث الصبغي (13 أو 18 أو 21)، متلازمة الشحنة، وعيوب القلب الخلقية.

يمكن تشخيص إصابة الجنين بانسداد المريء أثناء الفحص بالموجات فوق الصوتية. من الشائع في هذه الحالة وجود سائل أمنيوسي حول الجنين أكثر من المعدل الطبيعي (مَوَه السَّلَى). نظرًا لأن الجنين عادةً ما يبتلع بعضًا من هذا السائل، فإن وجود كمية كبيرة متبقية تشير إلى أن الجنين قد لا يكون قادرًا على ابتلاعه.

● يعتمد العلاج على شدة حالة الطفل المصاب بانسداد المريء، ويشمل: استقرار التنفس، توفير التغذية اللازمة، إصلاح انسداد المريء. قد يحتاج بعض الأطفال إلى قضاء وقت أطول في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة قبل إجراء عملية إصلاح انسداد المريء، خاصةً الأطفال الذين يعانون من انسداد المريء ذي الفجوة الطويلة، حيث يكون جزئي المريء متباعدان جدًا بحيث لا يمكن وصلهما جراحيًا.

● في حالة الإصابة بالناسور الرغامي المريئي، فإن الفصل بين المريء والقصبة الهوائية عادةً ما يكون الخطوة الأولى للجراحة.  يتم إغلاق الفتحات الموجودة في المريء والقصبة الهوائية جراحيًا، ثم يتم في الخطوة التالية إصلاح انسداد المريء. 

● في حالة إذا كانت المسافة الفاصلة بين المريء والمعدة قريبة، يمكن إعادة توصيلها من خلال جراحة المفاغرة، ويسمى بالإصلاح الأولي.

● بفضل خبرة الدكتور وائل غانم الاستثنائية، يمكن علاج انسداد المريء ذي الفجوة الطويلة من خلال إجراء عملية زراعة المريء. من المرجح انتظار الطفل حتى يبلغ 6 أشهر لإجراء هذه الجراحة. يتم زراعة المريء من خلال استخدام جزء من الأمعاء كبديل للجزء المفقود من المريء. يساهم هذا الإجراء في تحسين وظيفة المريء على نحو كبير، مع نسبة نجاح تصل إلى 95%.