قد يرى البعض أن العين هي أبرز رموز الجمال في الوجه، وأن الأنف جزء يكمل الجمال، ولكن بكل تأكيد لا يمكننا النظر بنفس الطريقة إلى الأنف الذي ينمو بشكل غير طبيعي في مراحل عمرية مختلفة، أو نتوءات الأنف واعوجاجها، وغيرها من التشوهات الخلقية التي تنشأ لأسباب وراثية قد تؤثر على وظيفة الأنف، لذا ما رأيكم أن تأتوا معنا في جولة فيها نتعرف على تشوه الانف وكيفية تصنيفها وعلاجها في المقالة التالية.

تشوه الانف هو أي تغير غير طبيعي في المظهر الطبيعي للأنف في أي مرحلة عمرية مختلفة، قد تكون لأسباب وراثية، أو تشوهات خلقية مكتسبة نتيجة كسور الأنف والتعرض للحوادث، وهناك تشوهات تحدث عند البلوغ بشكل طبيعي قد تتسبب في كبر الأنف بشكل ملحوظ، وقد تؤثر على بنية الأنف الداخلية، وتتسبب في إعاقة وظيفة الأنف.

والأنف الطبيعي هو الذي ينمو بمعدل ثابت ولا يتسبب في مشكلات صحية مثل ضيق التنفس الناتج عن ضيق ممرات الهواء، ويتناسق مع شكل الوجه مهما كان حجمه.

هناك تشوهات خلقية تنشأ مع الطفل عند الولادة وأخرى مكتسبة، ومنها:

أو الشق الحلقي وهي حالة من التشوه يولد بها الطفل وتكون الأنف ملتصقة بالشفة، كما تكون الشفة مقسومة وقد يصحبها شق في الحلق.

والحاجز الأنفي هو الجزء العظمي والغضروفي الذي يفصل بين جانبي الأنف منذ بداية الأنف وحتى الفتحتين، ويحدث الانحراف بدون ملاحظته، ويمكن أن ينتج عن الصدمات، وقد تتفاقم الحالة لدرجة أن تصاحبها أعراض كالنزيف والتهاب الجيوب الأنفية، وجفاف ممر الهواء، وتتسبب أيضًا في تشوه الانف وانحرافه لأحد الجانبين.

يمكن أن يولد الطفل بحاجز أنفي منحرف بشكل ملحوظ، ونظرًا إلى لين الأنف والغضاريف في هذه المرحلة العمرية، يمكن ضبط انحراف الحاجز الأنفي فقط بتحريكه إلى وضعه الطبيعي، أما إن حدث في الكبر وانحرف بالتدريج يمكن علاجه بالجراحة، وفي حالات نادرة يمكن أن يولد بعض الأطفال بثقب في الحاجز الأنفي، ويمكن إصلاحه أيضًا.

يمكن أن يولد الإنسان بكتل ونتوءات على الأنف، وتتعدد أنواع الكتل المتسببة في ذلك، وقد تمتد إلى الدماغ، والوجه، والأنف، ويمكن التخلص منها بالجراحة، ويعتمد طول الجراحة على حجم الكتل وسبب الكتلة.

يمكن أن تحدث تشوهات داخلية في تشريح الأنف في نقطة التقائه مع الحلْق، ويكون بسبب الأغشية والعظام الداخلية، ويبدو الأنف بمظهر طبيعي ولكنه يكون مشوهًا من الداخل مما يؤثر على وظيفة الأنف.

ويتسبب فيها الغدد اللمفية وهي غدد موجودة في مؤخرة الانف، وعندما تتضخم تمنع مجرى الهواء، وتتسبب في تدفق التنفس أثناء النوم.

على جانب كل فتحة من فتحات الأنف توجد 3 توربينات أو حواجز أنفية، وهي عبارة عن عظام داخلية مبطنة في الأنف، وتعمل على ترطيب الأنف قبل أن ينتقل إلى الرئتين، وتتسبب في إعاقة التنفس عند تورمها.

ويكون على شكل سرج الحصان، وفيه يتكون بروز من العظام في المنتصف وانحناء مقعر أسفل منتصف الأنف، وقد يكون جسر الأنف مسطح، وقد يترتب عن الصدمة أو تعاطي الكوكايين أو نتيجة بعض الأمراض.

قد يحدث تشوه في بنية الأنف من الداخل وانهيار جوانب الأنف من الداخل تتسبب في انسداد الأنف وإعاقة التنفس مع التقدم في العمر.

قد يترتب على الاصطدام والحوادث كسور في الأنف أو الوجه، ويتم إصلاح هذه الكسور في غضون أسبوع من الإصابة ويعتمد ذلك على شدة الضرر والأعراض المرتبطة به.

يمكن أن يحدث ثقب في الحاجز الأنفي بين الممرات الأنفية، وقد يكون نتيجة الصدمة أو تعاطي المخدرات، أو العدوى، ويمكن علاج هذه الحالة بالتدخل الجراحي، أو بزراعة الأنسجة، أو بزرع جهاز صغير في الأنف لغلق الثقب.

الشعور بعدم الرضا قد يصل إلى حد العقد النفسية حتى وإن لم يكن الأنف مشوَّهًا، أو غير طبيعي، والنظر للأنف كأنه يشوه الوجه، وقد يكون بسبب كبر حجم الأنف الطبيعي، أو عرضه أو انحنائه الملحوظ، أو الأنف العِرقي الأفطس أو العريض والطويل، أو طول طرف الأنف واقترابه من الشفتين.

هناك بعض الأمراض التي تتسبب في تغير هيكل الأنف وتشمل:

• التهاب الغدد العرقية المتقلص.

• مرض فيجنر Wegener’s Disease.

• مرض الساركويد Sarcoidosis وهو مرض مناعي فيه تصبح الخلايا التهابية.

• اضطرابات الأنسجة الضامة.

• التهاب الجيوب الأنفية التحسسية الفطرية.

تعتمد أعراض تشوهات الانف على نوع التشوه، فقد يترتب عليها المرور بأي من الآتي:

• ضيق الممر الأنفي.

• صعوبة التنفس.

• الشخير أثناء النوم.

• التنفس بصوت عالٍ.

• توقف التنفس أثناء النوم.

• التنفس من الفم.

• الاحتقان

• تناقص حاستي الشم والتنفس.

• آلام الوجه، والشعور بالضغط.

• النزيف المتكرر.

• الالتهابات المزمنة في الجيوب الأنفية.

• عدوى الجيوب الأنفية.

سيقوم الطبيب قبل اتخاذ قرار بطريقة العلاج الجراحي أو الطبي بتشخيص حالة المريض، وعمل فحص كامل للأنف، واختبار للرأس والرقبة، كما سيكشف على انهيار هيكل الأنف، والحاجز الأنفي واعوجاج عظمة الأنف، وقد يتم علاج المشكلات الطبية بالأدوية أولًا، ثم يقرر مع المريض الإجراء الطبي المناسب.

وفي حالة اللجؤ لإجراء عملية تجميلية لإصلاح مشاكل الأنف، يجب مراجعة كافة مخاطر عملية تجميل الأنف مع الطبيب وكيف نتفادى هذه المخاطر.

يتم علاج تشوه الانف عن طريق الأدوية لتخفيف الأعراض، والجراحة لإصلاح العيوب الهيكلية، كما يلي:

وتشمل:

• مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لعلاج آلام الرأس والجيوب الأنفية.

• مزيلات الاحتقان لعلاج احتقان وتورم الأنسجة الأنفية.

• مضادات الهيستامين تساعد في التخلص من الحساسية وتقليل انسداد الأنف، ووقف سيلان الأنف.

وتشمل خيارات الجراحة ما يلي:

وهي عملية تعيد تشكيل الأنف لضبط وظيفة الأنف وتجميل مظهرها، ويمكنها التخلص من التشوهات عن طريق إزالة الغضاريف وتقليل العظام، وتتم تحت التخدير العام، ويمكن عمل شقوق خارجية أو داخلية لمنع التندب، ثم يزيل الطبيب بطانة الأنف المخاطية حتى يصل لهيكل الأنف ويعيد تشكيله، ثم يعيد البطانة لمكانها، وقد يقلل الغضاريف، ويخيط الأنف بالغرز واللاصق الطبي، ويدعمها من الخارج والداخل بالجبائر.

تتم العملية تحت التخدير العام أيضًا مثل عملية تجميل الانف، ويقوم الطبيب بنفس الخطوات حتى يصل إلى الحاجز الأنفي المنحرف ويقوم بضبطه وقد يقوم بتقليل العظام، ويحسن من مظهر الأنف، ويترتب عليها تحسن وظيفة التنفس، واتياع ممر الهواء المغلق، والتخلص من أغلب الأعراض الناتجة عن انحراف الأنف من نزيف والتهابات، وصداع.

وهو إجراء يتم تحت التخدير العام أو الموضعي حسب حالة المريض، وهو إجراء غير جراحي يعالج كسور الأنف، ويتم في خلال أسبوع من تعرض الأنف للصدمة.

وفي نهاية المقال عزيزي القارئ وبعد أن تناولنا كل ما يخص تشوه الانف من انواع وتصنيفات وطرق علاج، نتمنى أن نكون قدمنا إجابات كافية لكل أسئلتكم، وإن رغبتم في طرح مزيد من الأسئلة، أو الحصول على استفسارات أخرى، لا تترددوا في التواصل مع مركز د.وائل غانم.