بعد عملية تجميل الأنف تنتج بعض الآثار الجانبية كرد فعل طبيعي لاستجابة الجسم للعملية والشفاء، ولا تعتبر هذه الآثار الجانبية نذيرًا بالخطر، ولكن يجب الاهتمام بها وبكيفية رعايتها حتى لا تتطور إلى مضاعفات، ومن بين هذه الآثار الجانبية تورم الانف من الداخل وهو ما سنتعرف على أسبابه وكيفية علاجه في المقالة التالية.

يتم إجراء جراحة تجميل الأنف تحت المخدر العام، وفيها يقوم الطبيب بعمل شقوق داخل الأنف، وقد تكون خارجها في بعض الحالات كتصغير أرنبة الأنف، وبعدها يرفع غشاء الأنف ويعيد تشكيل العظام الداخلية، أو الغضروف، ويمكن أن تكون قصيرة لمدة ساعة وقد تتجاوز خمسة ساعات حسب درجة تصحيح الأنف.

تختلف الأعراض والآثار الجانبية باختلاف طول العملية، ودرجة التصحيح، وهل هي عملية تجميلية لإعادة بناء مظهر الأنف، أم لتحسين وظيفة الأنف وعلاج مشكلات التنفس مثل عملية تصحيح إنحراف الحاجز الأنفى، وكذلك هل تم عمل الشقوق بالداخل أم بالخارج، وبعد الجراحة يتم وضع المريض تحت المراقبة والعناية لملاحظته؛ للتأكد من أن العملية تسير بشكل جيد.

يجب أن يرافق المريض أحد الأشخاص للمنزل فلا يمكن القيادة في هذه الفترة نظرًا لأن المريض يكون ما زال تحت تأثير المخدر، كما قد يشعر البعض بالغثيان والقيء، وعند الوصول للمنزل يجب أن يستمر الشخص في العناية بالمريض لمدة يومين أو أسبوع، وفترة الراحة التامة يجب أن تمتد ليومين.

وفي هذه الفترة يمر المريض بالتالي:

في بداية فترة النقاهة يمكن الشعور ببعض الألم والانزعاج في الأنف وحول العين، وفي الوجه، ويزداد الشعور بالألم في حالة استئصال جزء من غضروف الأذن أو الضلوع، وبالرغم من نسبية استجابة الجسم للألم ومدى حساسيته له إلا أنه يجب تناول مسكنات الألم مهما كان الألم طفيفًا.

قد تتسبب الجبائر الداخلية التي يتم وضعها لدعم الأنف من الداخل في الشعور بالصداع وآلام الرأس ويمكن التغلب عليها أيضًا بالمسكنات، كما يمكن الشعور بالانسداد المؤقت خلال فترة وضع الجبائر بسبب إعاقة التنفس، كما يستمر في تصريف الدم والمخاط من الأنف مما يسد الأنف، ويزول الانسداد بعد إزالة الجبيرة خلال 7 إلى 10 أيام.

الكدمات أيضًا تتكون في أماكن الألم حول الأنف وحول العينين والخدين، وتكون حمراء أو زرقاء اللون، وهي رد فعل طبيعي للجسم كاستجابة للعملية والشفاء، وتزول بشكل طبيعي خلال عشرة أيام أو أقل، وليست علامة من علامات الخطر.

يبدأ تورم الأنف من الداخل بعد عملية التجميل وخاصة أثناء النوم، ويصل التورم إلى أقصى حد في اليوم الثالث من الجراحة، أغلب التورم يكون في الأنف ولكن بعض التورم يصيب الوجه حول العينين والخدين أيضًا، وقد يصل للشفة العليا، وتختلف درجة التورم من شخص لآخر وفقًا لعدة عوامل تشمل:

• درجة تصحيح الأنف.

• الخضوع لجراحات سابقة في الأنف.

• طول مدة الجراحة.

• مدى سُمك جلد الأنف.

• كم العظام التي تم إزالتها.

من أهم أسباب تورم الانف من الداخل هو إزالة عظام الأنف، فإن لم تكن عملية التجميل تتطلب التخلص من جزء من عظام الأنف لن يزداد التورم، وتستمر فترة التورم حتى ثلاثة أشهر قد تقل أو تزداد، ولكن أغلب التورم يكون في الأسبوع الأول وقد يستمر حتى عشرة أيام حتى يزول معظمه وإزالة جبائر الأنف الداخلية أو الخارجية.

خلال الثلاثة أشهر التالية للجراحة يتقلص التورم شيئًا فشيئًا ببطء، وبعد الشهر الأول يزول نصف التورم، ثم يزول ثلثيه لمدة شهرين، ويكون غير ملحوظ بعد هذه الفترة ويقل بالتدريج ويصغر معه ويتحسن مظهر الأنف حتى يأخذ شكله الجديد، وطيلة هذه الفترة يستمر الأنف في تكوين المزيد من ألياف الكولاجين والأنسجة للشفاء مما يزيد من الإحساس بالتورم، وسُمك الأنف.

يحدث تورم الانف من الداخل بسبب تجمع المخاط والدم بسبب تحريك الغشاء المخاطي للأنف أثناء الجراحة، وقد يعيق التنفس أيضًا ويصيبها بالانسداد، كما يتجمع الدم تحت الجلد، متسببًا في الأورام الدموية، ولهذا السبب يتم وضع جبيرة الأنف حتى تضغط على الجلد وتمنع تورم الأنف من الداخل والخارج، كما يوضع شاش تحت الأنف مخصص لامتصاص ما يتسرب من السوائل.

كلما زاد سُمك الجلد كلما طالت فترة التورم، وهو ما يجعل نتائج التجميل لا تظهر بالسرعة نفسها كما في حالة قلة سُمك الجلد، ويمكن استخدام بعض الأدوية أثناء الجراحة أو بعدها في الأسابيع الأولى تعمل على تخفيف التورم، وهناك بعض الأشياء التي تساعد في تقليل تورم الانف من الداخل بعد العملية كالتالي:

• عدم استخدام أدوية بدون إشراف الطبيب.

• التعرض لأشعة الشمس.

• التوقف عن حك الأنف أو العطس أو تفريشها بقوة.

• تجنب التدخين؛ لأنه يضعف الشفاء ويعيق تدفق الدم.

• عدم تناول الأدوية المسيلة للدم، مثل المكملات العشبية، أو الأسبرينات، والأدوية المضادة للالتهابات.

• تناول المضادات الحيوية لمنع انتقال العدوى، التي قد تؤدي للالتهابات التي تزيد التورم.

• التوقف عن ممارسة الرياضة بكافة أنواعها في الشهر الأول لأنه قد تعرض الأنف للاصطدام، كما أن ارتفاع ضغط الدم سيزيد التورم، والتعرق أيضًا سيضر الشفاء في الفترة الأولى.

• النوم بشكل مستقيم.

• رفع الرأس بالوسائد أثناء النوم.

• يمكن تدعيم السرير وجعله يميل للأسفل حتى تضمن رفع الرأس أثناء النوم، فبعض الأشخاص قد يلقون الوسائد أثناء النوم دون أن يشعروا.

• وضع كمادات الثلج، وليس الثلج نفسه، يجب عدم تطبيق الثلج مباشرة على الأنف حتى لا يصاب بالخدر، يمكن وضعه في منشفة، أو استخدام أكياس البازلاء المجمدة، وضعها لخمسة دقائق، ثم عشرين دقيقة.

يمكن اتباع هذه التعليمات طيلة فترة التعافي، وسيزول أغلب التورم في خلال الشهر الأول من فترة التعافي، وأكثر من نصف التورم، أو ثلثيه في الشهور الثلاثة الأولى، وأي انتفاخ في الأنف يقل بالتدريج لمدة سنة يستمر فيها الأنف بالتحسن حتى يتخذ الشكل الجديد وتظهر النتائج كاملة لعملية تجميل الأنف.

بعد الانتهاء من الجراحة تنتج بعض الإفرازات الأنفية من المخاط والدم في الأيام القليلة الأولى، ويتم تحفيز المخاط الأنفي كرد فعل طبيعي للجراحة ووضع الجبيرة الداخلية لدعم الأنف، لذا يجب تنظيف هذه الإفرازات بشكل مستمر منعًا لتراكمها الذي يؤدي إلى تكوين قشور داخل الأنف.

تنظف الأنف باستخدام قطن يتم غمسه في بيروكسيد الهيدروجين، ويجب تنظيف الأنف بعد العودة إلى المنزل كل ساعة، أو كل نصف ساعة لأن الإفرازات تكون في أقصى حد لها في البداية، وكذلك الدم، والتي تزيد في الصباح بعد الاستيقاظ فتصبح الحاجة للتنظيف أكثر، ويتوقف تنظيف الأنف عندما تتوقف الأنف عن تكوين قشور، وبعد الشفاء يتم التأكد من جودة الشفاء في عيادة الطبيب الذي يقوم بإزالة القشور بشكل نهائي عند الحاجة.

في النهاية عزيزي القارئ بعد أن تعرفنا على كيفية تخفيف تورم الانف من الداخل بعد عملية التجميل، وما أسبابه، ومتى يزول بشكل نهائي، نتمنى أن نكون قدمنا إليكم إجابات كافية عن أسئلتكم، وإن رغبتم في طرح المزيد من الأسئلة، أو الحصول على الاستفسارات، لا تتردوا في التواصل مع مركز د.وائل غانم.