يشعر الآباء بالقلق عندما يتضح وجود عيب خلقي لدى أطفالهم؛ مما يدفعهم للبحث عن طرق علاج الخصية المعلقة بدون جراحة. تعد الخصية المعلقة من أكثر العيوب الخلقية شيوعًا بين الأطفال، ويختلف علاجها وفقًا لحالة كل طفل.
ما هي الخصية المعلقة؟
● أثناء نمو الجنين، تنمو الخصيتان داخل البطن، حيث تكونان مسؤولتين عن تصنيع الحيوانات المنوية وتخزينها. قبل الولادة، تهبط الخصيتان عادةً من داخل البطن إلى كيس الصفن، وهو كيس من الجلد الرقيق يحمل الخصيتين. تحدث مشكلة الخصية المعلقة عندما تفشل إحدى الخصيتين أو كلتيهما في النزول إلى كيس الصفن قبل الولادة أو في الأشهر القليلة الأولى من العمر.
● تشير الخصية المعلقة إلى خصية غير نازلة معلقة في البطن أو خصية خارج كيس الصفن، أو إلى خصية ضامرة أو غائبة. يعد التحديد الدقيق لموقع الخصية من خلال استشارة الدكتور وائل غانم، استشاري جراحات التجميل وإصلاح العيوب الخلقية، أمرًا ضروريًا لعلاجها على نحو صحيح.
● يتمثل العرض الرئيسي في حالات الخصية المعلقة للأطفال الرضع في غياب الخصية أو عدم الشعور بهما في أحد جانبي كيس الصفن أو كليهما. لا تظهر أعراض أخرى، حيث إن هذه الحالة لا تؤثر على قدرة الطفل على التبول.
أسباب حدوث الخصية المعلقة:
لا يوجد سبب واضح ومؤكد لحدوث مشكلة الخصية المعلقة، ولكن قد تساهم بعض العوامل في حدوثها مثل:
● عادةً ينقبض الرباط الذي يربط الخصيتين بكيس الصفن تحت تأثير الهرمونات؛ مما يؤدي إلى نزول الخصيتين إلى كيس الصفن. في حالة الخصية المعلقة، قد تفشل هذه الأربطة في الانقباض بسبب نقص بعض الهرمونات.
● تعد هذه الحالة شائعة بين حالات الولادة المبكرة، حيث تتم الولادة قبل نزول الخصية إلى مكانها الصحيح. خلال الأشهر الأخيرة في الحمل، تتحرك الخصيتان من معدة الجنين إلى أسفل عبر القناة الأربية، وتنزلان إلى كيس الصفن. ولكن إذا حدثت الولادة مبكرة، لن تكون الخصية في كيس الصفن.
● وجود تاريخ عائلي بالإصابة بالخصية المعلقة.
● التدخين أو التعرض للمدخنين وشرب الكحوليات أثناء الحمل.
● الإصابة بداء السكري أثناء الحمل أو قبله.
● مشكلات في تكوين الجنين مثل تكوين جدار البطن.
● وجود عائق أثناء انتقال الخصية إلى كيس الصفن، مثل ضعف تدفق الأوعية الدموية أو ضيق القناة الأربية.
● تعرض الأم أثناء الحمل للمواد السامة مثل المبيدات الحشرية.
ما هي أضرار الخصيه المعلقه؟
تحتاج الخصية إلى درجات حرارة منخفضة عن درجة حرارة الجسم، لذلك تقع خارج الجسم داخل كيس الصفن. من المهم أن تكون الخصية في درجات الحرارة المناسبة لكي تتمكن من إنتاج الحيوانات المنوية. لذا، فإن عدم نزول الخصية في مكانها الصحيح يسبب الآتي:
1. سرطان الخصية: الأشخاص الذين يعانون من الخصية المعلقة أكثر عرضة لخطر الإصابة بورم في الخصية، حيث تشير عدة نظريات أنها ترجع إلى تغير في نمو الخصية أو بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
2. ضعف الخصوبة: تحدث اضطرابات الخصوبة لدى الأشخاص المصابين بالخصية المعلقة إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب. في هذه الحالة، تفشل الخصية في إنتاج الحيوانات المنوية وإفراز هرمون التستوستيرون؛ مما يؤدي إلى العقم.
3. التواء الخصية: قد يحدث التواء للحبل المنوي؛ مما يمنع تدفق الدم عن كيس الصفن. تسبب هذه الحالة آلامًا شديدة وتحتاج إلى التدخل العاجل، حيث إن عدم علاجها قد يؤدي إلى ضمور الخصية وإزالتها جراحيًا.
4. الفتق الأربي: خروج جزء من الأعضاء عبر العضلات أو الأنسجة بالقرب من الأربية.
لذلك، من المهم علاج مشكلة الخصية المعلقة مبكرًا لتجنب حدوث أي أضرار أو مضاعفات.
طرق علاج الخصية المعلقة بدون جراحة:
هناك عدة طرق علاجية بناءً على حالة الخصية المعلقة وموقعها:
● عادةً ما تتحرك الخصية المعلقة إلى كيس الصفن بشكل طبيعي عندما يبلغ الطفل من 3 إلى 6 أشهر.
● إذا لم تنزل الخصية إلى مكانها الطبيعي بعد مرور 6 أشهر، فقد يكون من الضروري إجراء بعض الفحوصات. تساهم هذه الفحوصات في تحديد ما إذا كانت الخصيتان غائبين، أي غير موجودتين على الإطلاق، وليس فقط معلقتين. ينصح الدكتور وائل غانم بإجراء منظار تشخيصي لتحديد مكان الخصيتين بدقة، حيث إن التصوير بالموجات الصوتية قد يخطئ في تحديد وجودها أو عدمه، نظرًا لأن الخصيتان تشبهان عدة أعضاء أخرى مما يجعل من الصعب تمييزهما عبر الموجات الصوتية.
● في بعض الحالات، يمكن علاج الخصية المعلقة باستخدام العلاج الهرموني، حيث يتم إعطاء الطفل جرعات من هرمون يُسمى موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية. قد يساهم العلاج الهرموني في نزول الخصية إلى كيس الصفن. ومع ذلك، غالبًا لا يُنصح بالعلاج الهرموني لأنه أقل فعالية بكثير من جراحة تثبيت الخصية.
● بفضل خبرة الدكتور وائل غانم، يمكن علاج الخصية المعلقة باستخدام المنظار دون الحاجة لإجراء شق جراحي كبير في البطن، وبأمان تام. يتم إجراء عملية تثبيت الخصية بالمنظار من خلال وضع أنبوب صغير مزود بكاميرا عبر شق صغير في البطن. يساهم هذا الإجراء في تحديد موقع الخصية، ويمكن إنزال الخصية الموجودة داخل البطن إلى كيس الصفن وخياطتها في مكانها داخل الكيس في عملية واحدة. لكن في بعض الأحيان، قد يتطلب الأمر إجراء العملية على مرحلتين منفصلتين. يجب علاج الخصية المعلقة بين عمر 6 إلى 18 شهرًا لتجنب حدوث العقم أو سرطان الخصية.
الخصية المعلقة عند الكبار(وكيفية العلاج):
● تظهر الخصية المعلقة عند الكبار عندما يتم تجاهل علاجها أثناء الطفولة أو قبل البلوغ. لذلك، يعتمد تأثير الخصية المعلقة على الخصوبة عند الكبار على عدة عوامل، مثل: موقع الخصية المعلقة، وخصية واحدة معلقة أم كلتاهما.
● في البالغين الذين لم يتم علاجهم، فإن انخفاض الخصوبة وكذلك ارتفاع معدل الإصابة بسرطان الخصية يشكلان أهمية كبيرة في العلاج.
● يمكن اعتبار عملية تثبيت الخصية مع الفحص المنتظم لكيس الصفن خيارًا علاجيًا مناسبًا للخصيتين المعلقتين للبالغين، حيث أظهرت الفحوصات أنسجة غير طبيعية للخصية وتحليل السائل المنوي. لذلك، يُنصح بالفحص المنتظم بعد الإجراء.
● في معظم الحالات التي يرى بها الأطباء تأثيرًا كبيرًا على الخصوبة، وأن نزول الخصية في كيس الصفن لن يحسن من مستوى الخصوبة، يتم إزالة الخصية المعلقة نهائيًا.